نشر المقال في صحيفة فلسطين أون لاين بتاريح 20/12/2017
برمنغهام / غزة – يحيى اليعقوبي
قال نائب رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا البروفيسور كامل الحواش: إن هناك استياء بريطانيًا شعبيًا خاصة من الداعمين للقضية الفلسطينية من استمرار انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن شرائح واسعة من الشعب البريطاني لم يقبلوا اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال والتي عبروا عنها بخروجهم بمسيرات ومظاهرات منددة بالقرار.
وأضاف الحواش في حوار مع صحيفة “فلسطين”: “إن الموقف الشعبي البريطاني منسجم مع موقف الحكومة البريطانية التي أعلنت رفضها للقرار الأمريكي وانسجامها مع موقف الاتحاد الأوروبي”، مشيدا بالموقف الشعبي البريطاني الذي وصفه بـ”الجيد”، مما يؤشر لعدم قبول الإعلان الأمريكي.
وبين أن اللوبي الصهيوني قلق من اتساع رقعة التضامن البريطاني مع فلسطين، مشيرا إلى أن اللوبي الصهيوني انتقل خلال الخمس سنوات الماضية في بريطانيا من الدفاع وإلصاق تهم معاداة “السامية” لكل من يتضامن مع الفلسطينيين إلى الهجوم على كل من ينتقدون (إسرائيل).
وعلى خلفية إعلان الرئيس الأمريكي لم يستطع قادة اللوبي الصهيوني ببريطانيا، وفق البروفيسور الفلسطيني، الاحتفال بإعلان ترامب القدس عاصمة للاحتلال نتيجة الموقف الشعبي البريطاني الرافض لقراره، وذلك لأن الاحتلال ولوبياته كانوا يتحدثون سابقا عن حل الدولتين وينتقدون من لا يقبل به، رغم أن هذا الحل كان غطاء لالتهام الأراضي الفلسطينية.
إلا أنه ذكر أن اللوبي الصهيوني الذي يعمل في بريطانيا منذ أكثر من مئة عام، يستطيع التأثير بأعلى المستويات الرسمية ولقاء المسؤولين البريطانيين، مشددا على ضرورة دعم اللوبي الفلسطيني للعمل في بريطانيا بشكل مستمر وليس في وقت الأزمات والحروب والأحداث.
ونوه إلى أن اللوبي الصهيوني يعمل بنظام مؤسسات لها مكاتب وموظفون ودعم مالي وتمثيل قانوني يمنحها المقدرة على رفع أي قضايا بالمحاكم البريطانية، أما الأغلبية ممن يعملون باللوبي الداعم للقضية الفلسطينية فهم من المتطوعين ويقدمون وقتهم قدر ما يستطيعون خدمة للشعب الفلسطيني.
ويفتقد اللوبي الفلسطيني العربي، حسبما يذكر الحواش، إلى الدعم من الجهات الرسمية والشعبية العربية خاصة الدعم المالي، مبينا أن توفير الدعم للوبي سيساهم في انشاء مؤسسات ضاغطة لتحويل السياسة البريطانية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، إلى سياسة تأخذ مواقف حازمة من الاحتلال وتفرض عقوبات عليه.
وبشأن حملات مقاطعة الاحتلال ببريطانيا، يشير إلى أن هناك توجهات بريطانية حكومية لمجالس البلديات بعدم سحب استثماراتهم أو إنهاء عقود الشركات التي تعمل بالمستوطنات الإسرائيلية، لافتا إلى أن الحكومة البريطانية تحاول منع مقاطعة (إسرائيل) لكنها لم تصل بعد لمرحلة تجريم المقاطعة.
وينوه الحواش إلى وجود قلق إسرائيلي كذلك من نجاح حملات التضامن مع فلسطين التي وصلت لمطالبة البرلمان البريطاني بالاعتراف بدولة فلسطين، وهذا ما يفسر سبب ضغطهم على بريطانيا لوقف المقاطعة.
وكشف أن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بصدد الإعلان عن قائمة سوداء تضم اسم 20 شركة عالمية بأنحاء العالم تتعامل مع منتجات المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة خلال الأيام المقبلة.
ويتابع: “بعد إعلان اسماء تلك الشركات، سيتم الضغط عليها لوقف تعاملها مع الاحتلال” منوها إلى أن هناك قلقا إسرائيليا من ذلك، وإلى وجود ضغوط أمريكية وإسرائيلية على مجلس حقوق الإنسان لعدم إصدار اللائحة.
وعد صدور اللائحة ضربة اقتصادية قوية للاحتلال، بعد رصد الأخيرة مبلغ 50 مليون دولار للعمل على مناهضة حملات المقاطعة مما يعني فشل هذه الحملة الإسرائيلية المضادة.
وفيما يتعلق بصفقة القرن، قال الحواش: “لا يوجد شك أن صفقة القرن أعدت بمكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومن يعتقد أن أمريكا صاغتها ثم عرضتها على الإسرائيليين واقنعوهم بصعوبة لتقبلها فهذا هراء”.
ووصف صفقة القرن بأنها معاهدة استسلام، لا يمكن للشعب الفلسطيني أو لأي قيادة فلسطينية قبولها، الذين بدورهم إن فكروا بقبولها فإن الشعب الفلسطيني لن يسامحهم، محذرا من هذه الصفقة التي حسب تقديراته تقود إلى عدم الاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينية وطمس حق العودة، وإخراج القدس من المباحثات السياسية، وأن تكون الدولة الفلسطينية عبارة عن أقاليم، أو أن يكون مركزها في غزة.
وشدد أنه على الدول العربية – التي تهرول نحو التطبيع – أن تعيد حساباتها في علاقاتها مع الاحتلال، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن هناك ما يكفي من الدلائل توضح أن هناك قبولا من بعض الدول العربية ببعض بنود “صفقة القرن” أو كلها، منها الضغط على رئيس السلطة محمود عباس لقبولها.